30 - 06 - 2024

مؤشرات | ماذا نريد من زيارة بلينكن مع مماطل صهيوني؟

مؤشرات | ماذا نريد من زيارة بلينكن مع مماطل صهيوني؟

يبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولته السادسة للمنطقة بزيارة تبدأ من السعودية ثم مصر لمناقشة الجهود الرامية لضمان اتفاق فوري لوقف إطلاق النار، بشروط إسرائيلية تضمن حقوقا للكيان الصهيوني المحتل، مع إجراءات ضئيلة لضمان وقف إطلاق نار نهائي.

وتأتي زيارة بلينكن في وقت تجري فيه محادثات برعاية قطرية ومصرية بشأن وقف إطلاق النار، وسط مماطلة صهيونية واضحة، في وقت يسعى فيه الوزير الأمريكي لبحث الوسائل الكفيلة بإنهاء هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، باعتبارها من هموم واشنطن ليس مع الحوثيين فقط، بل مع إيران.

ومن المهم أن ندرك بأن تلك الجهود تأتي في أجواء ملغمة بمماطلة إسرائيلية واضحة، وتسويف لكسب الوقت بكل الطرق، دون تقديم أي ضمانات لوقف حرب الإبادة، وإصرار على تنفيذ عملية برية في رفح المكتظة بالسكان.

ما يهم إسرائيل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين ، ومنحها الفرص التي تضمن استمرار الحرب بكل الوسائل للقضاء على ما تسميه بجيوب "حماس"، لتحقيق أهداف إستراتيجية، بدأت تتحدث عنها وسائل إعلام صهونية.

وتشمل هذه الأهداف، القضاء الكامل على حماس وقواتها وما يضمن لها عدم تكرار ما جرى في 7 أكتوبر 2023، وتسعى قوات الإحتلال إلى كسب الوقت للقضاء على حركة حماس، وتحرير الأسرى والمحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية دون ثمن مقبل لتبادل الأسرى.

ومن خطط وأهداف إسرائيل، العمل على تصفية القضية الفلسطينية، بعمليات إبادة لأكبر عدد ممكن من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

ونشرت وسائل إعلام أن إسرائيل تعمل حاليا على فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، باقتطاع ما يقرب من نصف مساحة القطاع بشق طريق من الشرق إلى الغرب في وسط وشمال قطاع غزة.

والأخطر في المخطط االصهيوني يتجاوز كل الحدود، بإعادة إحتلال قطاع غزة وتفريغه من السكان، تمهيدا للإستيلاء على حقول الغاز الطبيعي قبالة شواطىء غزة، والعمل على  تنفيذ مخطط قناة "بن جوريون" لربط خليج العقبة بالبحر الأبيض المتوسط، والتي تمثل تهديدا مباشرا لمصر ومنافسة لقناة السويس.

وفي ظل هذه المخططات الصهيونية تستمر المماطلة الإسرائيلية التي تحيط بأي مفاوضات سواء تلك التي تجري في الدوحة للتهدئة، أو تلك التي يقوم بها وزير الخارجية خصوصًا أن تل أبيب لم تعد تعطيه أي اهتمام ووصل الأمر إلى حد احراجه وتجاهله.

الأمر الذي يعنينا أن يتحقق هو تكثيف الجهود الدولية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتنسيق بشأن التخطيط لما بعد الحرب على غزة، وإيجاد سبيل سياسي للشعب الفلسطيني مع ضمانات أمنية مع إسرائيل، وبناء السلام والأمن في المنطقة، وفق حل الدولتين.

ولابد أن تكون رؤيتنا في أي مفاوضات، هي مواجهة قوية لمخطط المماطلة الذي يعمل عليه رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، من خلال إطالة أمد الحرب، حتى يحقق الأهداف المعلنة وغير المعلنة، ومحاولاته لإرجاء أي حديث حول وقف الحرب على غزة، وأي حديث عن استقرار الأوضاع فيها، وعودة النازحين من الجنوب إلى شمال القطاع، وسعيه للتركيز على قضية الإفراج عن الرهائن دون غير ذلك القضايا.

من هنا يجب أن تكون لغة الحسم هي سيدة الموقف في أي مفاوضات ومناقشات، وبحدة قوية تؤكد على ثبات مواقفنا في قضايانا الوطنية، وحقوق الشعب الفلسطيني في مختلف الأراضي المحتلة.
-------------------------
بقلم: محمود االحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | استثمار زراعي .. ولا مكان لصغار الفلاحين





اعلان